مذكرات صحفي ليبي في تونس
علي محمد الهلالي
رحلة في حنايا الخضراء ..
لا أذكر على وجه التحديد وانا احث الخطى في “زغوان” التونسية كيف التقطت تلك القطعة من الحلويات التي يسميها اهل المدينة “كعك الورقة” .. لعلها رائحة النسري الاخاذة التي تعطره او شكله اللافت .. المهم انني وقعت في اسر هذا النوع من الحلوى التي تميز بها اهل زغوان منذ زمن ..
وعلى الرغم من انني قد التهمت اطنانا من الزلابية التي كانت تحاصرني في كل زوايا “باجة” منذ دخولي الى تونس التي عبرت عددا من مدنها بدءا من ذهيبة الى حيث استقر بي المقام في زغوان .. حيث ان في هذا الجزء من تونس تكون “الحلويات المعسلة” هي العنوان .. التي ستطيح بنظامك الغذائي فداء لروعتها ..
منافسة شديدة بين الزلابية الباجية والكعك الزغواني تدور رحاها في نفسي التي انقادت إلى عالم الحلو .. لينتشلني منه مؤقتا ما تلقيته من دعوة على وجبة فاخرة وذبيحة لدى صديق في سليانة التي لايمكنك مقاومة طعم لحم خرافها التي ترعى في الطبيعة وتفوح رائحة شواءه لعدة كيلومترات ..
اخبرني ذاك الصديق ان الزيت الذي اعتمده في طبخ “العلوش” اي الثني بلهجتنا هو الزيت “التبرسقي” الذي يحتل المرتبة الأولى في تونس من حيث الجودة .. ورغم منافسة باقي ولايات الساحل لمعتمدية تبرسق في كمية الزيت المنتج الا انها تظل الاولى في الجودة رغم قلة انتاجها.
وفي آخر المطاف ونحن نمر “بالسلوقية” إحدى بلديات معتمدية تستور وعلى مشارف سد سيدي سالم وجدنا انه لامناص من “نص بالجبنة” التي لاتتكرر في مكان آخر من هذا العالم ..
وتقول الوقائع ان جبنة هذه المنطقة ومشتقات الحليب فيها تتفوق على ماعداها من اماكن في تونس وخارجها ..
ومن وليمة بلحم ناضج على حطب له عطر وجبن صنع بمحبة وحلويات فيها من روح صانعها انتشت النفس.. في انتظار مواصلة الرحلة