38°C تونس
December 14, 2024
عبد المجيد تبون و عهدة حكم ثانية :”الجزائر الجديدة” بين آمال التغيير وتحديات الواقع….!.
متابعات

عبد المجيد تبون و عهدة حكم ثانية :”الجزائر الجديدة” بين آمال التغيير وتحديات الواقع….!.

أغسطس 19, 2024

الجزائر – عرب 21 : ا. حذامي محجوب
( رئيس التحرير ) .

مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية التي ستجري في الجزائر في 7 سبتمبر 2024 , يقف الرئيس عبد المجيد تبون على عتبة مرحلة جديدة مليئة بالتحديات، حيث يبرز التساؤل: هل سيتمكن من تحقيق وعود “الجزائر الجديدة” إذا حصل على ولاية ثانية؟ .
منذ توليه السلطة قبل خمس سنوات، تبنى الرئيس تبون خطابًا حادًا تجاه النظام السابق، مشيرًا إلى أن ذلك النظام ترك البلاد في حالة تدهور اقتصادي واجتماعي عميق، حيث تفشى الفساد وتراجع استقلال القضاء، وتدهور الاقتصاد بشكل ملحوظ.
اختار تبون شعار حملته “الجزائر الجديدة” ، متعهدا بإعادة بناء البلاد على أسس جديدة و القطع من سنوات الجمر التي مرت بها .
وقد شملت إصلاحاته تجديد الطبقة السياسية الحاكمة وإبعاد العديد من المسؤولين السابقين، والزج بالمتورطين منهم في السجون .
ومع ذلك، فإن نفوذ و الطبيعة السلطوية للدولة لم تتغير بشكل جوهري، حيث لا يزال الجيش، بقيادة اللواء سعيد شنقريحة، يلعب دورًا رئيسيًا في المساعدة على الحكم، وهو الآن اقرب حليف لتبون، بعد فترة من التوترات بينه وبين مدير ديوان الرئاسة، حسب بعض المتابعين للشأن الجزائري.
في حال إعادة انتخابه، سيواجه تبون تحدي تعزيز الديمقراطية في الجزائر.
اذ أشعل الحراك الشعبي في 2019 شعلة التغيير وخلق أجواء من الحرية، ما أعاد الأمل للشباب الجزائري بإمكانية المشاركة السياسية والتعبير الحر .
لكن اليوم، يشعر الكثيرون بخيبة أمل إزاء ما يعتبرونه غيابًا لأصوات المعارضة وتضييقًا على الصحافة، حيث ورد في صحيفة ” أفريقيا الشابة ” بان الصحف الكبرى مثل “الوطن” و”الحرية” و”الخبر” اصبحت تعيش أكثر تقييدًا وتضييقا .
من الناحية الاقتصادية، يستعرض تبون إنجازات ولايته الأولى، مثل نمو اقتصادي بنسبة 4.2٪ وتوقعات بزيادة الناتج المحلي الإجمالي إلى 400 مليار دولار بحلول عام 2027. كما يتفاخر بزيادة الصادرات غير الهيدروكربونية إلى 7 مليارات دولار، وتوزيع 250,000 وحدة سكنية. ولكن رغم هذه الإنجازات، يظل التحدي الأكبر هو البيروقراطية التي تعرقل الاستثمار وتبطئ تقدم الاقتصاد، بالإضافة إلى تراجع ملحوظ في الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
أما على الصعيد الاجتماعي، يعاني الجزائريون من ارتفاع حاد في أسعار السلع الأساسية وتكاليف المعيشة، مما أدى إلى تقلص الطبقة الوسطى وتفاقم الفقر.
ورغم الزيادات في الأجور خلال السنوات الخمس الماضية، تبقى الجزائر عرضة لاضطرابات اجتماعية محتملة.
بالتالي ، إذا ما أُعيد انتخاب الرئيس عبد المجيد تبون لولاية ثانية ، سيكون أمام مهمة صعبة تتطلب تحقيق توازن دقيق بين التمكين من مزيد الحريات الديمقراطية للجزائريين ، وتعزيز النمو الاقتصادي، وتحسين الظروف الاجتماعية.
سيتعين عليه إثبات قدرته على تحقيق التغيير المنشود الذي يتطلع إليه الجزائريون ، والذي وعد به في بداية حكمه .

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *