الصراخون المطلقون ..!.
ابوبكر الصغير
السياسة بطبيعتها تتحمل المناورة والكذب أحيانا، والخبث و الانتهازية ، لكن السياسة عند بعضنا زائد وكثير .
هنالك في السياسة سلالة شريرة التي هي منبوذة بشدة: المتاجرون السياسيون ، والأسوأ من ذلك هو النوع الأكثر واقعية الذين ليس لهم من شرعية الاّ صوتية او مشهدية بمعنى اذاعية او تلفزيونية.
هؤلاء البلطجية، هؤلاء الصراخون المطلقون الذين يلقون الحقيقة والعدالة على رؤوس التعساء كل صباح، يكون الأمر سهلاً، ويفوزون بالكثير مقدما بحيث لا يمكنهم تسلية أي شخص يتمتع بروح المسؤولية .
تحليل ما يمكن أن نطلق عليه الانتهازية السياسية والشعور بالتسوية باي ثمن ، يبدو هامشيا نسبيا في المعاينة الشاملة للأخلاق الحميدة السياسية ! و الايمان بالقيم و المبادئ ، ربما بسبب الجدية الأقل التي ندركها في هذا النوع من السلوك مقارنة بأشكال الانتهاك الأخرى ،أو عدم الالتزام بالقاعدة كالفساد ! أو الممارسات المحسوبية.
ومع ذلك، يبقى أن تصنيف فرد ما على أنه انتهازي يفترض أن نلجأ إلى خطط التقييم القائمة على الفهم الأخلاقي للسياسة التي هي كافية بما فيه الكفاية.
إنّ هذا النوع من البشر يتمتع بعدة سمات ومؤهلات مختلفة : تغيير السترات، استغلال الفرص،انتهاز الظروف،تحيّن تغير الطقس السياسي، لا تصحّ فيهم الاّ صفة الحرباء الانتخابية ،يظل الهدف دائمًا واحدا هو نفسه. تغيير المواقف والآراء حسب الاهواء و مقتضيات المصلحة الآتية وليس من منطلق المبادئ الأخلاقية من أجل اغتنام فرصة أو ربما الهروب.
هناك فرصة أكبر للعثور على أشخاص ذوي مُثُل عليا في الجماعات السياسية الأخرى الذين لا يُمنحون سوى فرصة ضئيلة للفوز بالحضور او في انتخابات ما .
ربما هذا هو المكان الذي يجب على المواطنين أن يحولوا انتباههم إليه للتخلص من المنتفعين السياسيين.
مردّ حديثنا ، واقع الحياة السياسية تحديدا المعارضة عندنا و ما ياتيه بعض رموزها من تصنيف و تقسيم بما ابقاهم في حالة اسر لحظة عاشتها البلاد ذات شتاء اسود .
انهم يصنّفون خصوم السلطة حسب اهواء سياسية بمن هم ” صفوة ” المعارضين و من هم من المنبوذين ليسوا الاّ ازلام ، ايتام عهد بائد .
سأل احدهم مرافقه لماذا يكون هواء الفجر نقيا؟ قال : لأنه يخلو من أنفاس المنافقين.
ما أقبح بعض البشر باطنا عليلا وظاهرا جميلا !.