الرجل الذي قد يعيد تشكيل مسار الانتخابات الأمريكية !.
عواصم – عرب 21 : ا. حذامي محجوب .
يشكّل روبرت فرانسيس كينيدي الابن، صاحب الاسم الأكثر شهرة في السياسة الأمريكية، تهديدًا لكامالا هاريس ودونالد ترامب على حد سواء في السباق الرئاسي المقبل.
كينيدي الابن، الذي يعاني من تشنج في عضلات الحنجرة مما يجعل صوته مختنقًا، والذي يبلغ من العمر 70 عامًا، يواصل إرث عائلته السياسية بطموحات رئاسية كما فعل قبله أعمامه، الرئيس الاسبق جون كينيدي والسيناتور تيد كينيدي، ووالده بوبي كينيدي.
لكن هذا الوريث يختلف عن غيره، فهو محام متخصص في قضايا البيئة وناشط في نشر نظريات المؤامرة.
بعد أن بدأ حملته لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي، انسحب من الحزب ليخوض السباق كمرشح مستقل. وفي ظل حملة انتخابية متقلبة، حصد كينيدي 5% من نوايا التصويت بعد أن كان قريبًا من الوصول إلى 15%.
في الوقت نفسه، عزز دونالد ترامب سيطرته على الحزب الجمهوري، بينما دخلت كامالا هاريس السباق بقوة بعد انسحاب جو بايدن. لكن التأثير غير المتوقع لكينيدي يُقلق كلا المترشحين، حيث يمكن لهذا الوريث أن يحدد الفائز في الانتخابات إذا أخذ بعض الأصوات من أحد المترشحين.
يحتفظ اسم “كينيدي” بتأثير كبير على الناخبين الديمقراطيين، مما قد يتيح له الاستفادة من هذا الإرث.
يجمع كينيدي في مشروعه السياسي بين الخطاب الاقتصادي الشعبوي، والسياسة الخارجية الانعزالية، والشكوك تجاه الحكومة. وكما تقول كارين هولت، أستاذة من جامعة فرجينيا: “روبرت فرانسيس كينيدي هو ترامب ولكنه أكثر تهذيبًا “.
ام انّ له جاذبيته للناخبين اليساريين الذين يتبنون نظريات المؤامرة، فإنه يصرح بشجاعة أن المختبرات كذبت بشأن تأثيرات لقاحات كوفيد-19.
وبهذا الصدد، يعد وريث كينيدي نوعًا جديدًا من الديمقراطيين، بمواقف تتقاطع مع شعارات “اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى” التي رفعها ترامب.
من جهة أخرى، ينتقد كينيدي الفوارق الاجتماعية ويدعو إلى رفع الحد الأدنى للأجور، وتقديم خدمات مجانية لرعاية الأطفال، وزيادة الضرائب على الأثرياء، مما يجذب له تعاطف رؤساء الشركات في “وادي السيليكون”.
التي تنتمي اليها زوجته السابقة نيكول شاناهان .
روبرت كينيدي الابن، هو الثالث بين أحد عشر طفلاً لبوبي كينيدي، خريج جامعة هارفارد وكلية الحقوق في فيرجينيا، عانى كثيرًا في حياته من آثار اغتيال عمه ووالده.
واجه الطرد من عدة مدارس، واعتقل بتهمة حيازة الهيروين، وفقد شقيقين وزوجته السابقة، معترفًا بأن حياته كانت “سلسلة من الصدامات”.
كان كينيدي يحظى بتقدير الأوساط الليبرالية كمحامٍ بسبب انتقاده الأضرار البيئية التي تسببت فيها الصناعة، لكنه تحول لاحقًا إلى مهاجمة اللقاحات وأبراج الجيل الخامس 5G، متهمًا إياها بالتسبب في الأمراض والتوحد.
مع تغير الديناميكية بعد انسحاب بايدن، جذب كينيدي اليمين أكثر من اليسار، حتى أنه تودد إلى ترامب الذي عرض عليه الانضمام إلى حملته.
لذلك حذر روبرت رايش، وزير العمل السابق في عهد بيل كلينتون، من أن روبرت ف. كينيدي إذا استنزف جزءًا من الأصوات الديمقراطيين دون المساس بقاعدة ترامب، فقد يمنح هذا الاخير النصر، مما يذكرنا بالمرشح عن الحزب الأخضر رالف نادر في انتخابات 2000، الذي ساهم في خسارة آل غور أمام جورج بوش.