إيران – إسرائيل : الدبلوماسية تسعى لتجنب الحرب في ظل توتر متزايد .
عواصم – عرب 21 :
أ. حذامي محجوب
في السابع من أغسطس، توجهت إيران إلى المملكة العربية السعودية بحثًا عن دعم الدول الإسلامية خلال اجتماع في جدة ، على اثر اغتيال إسماعيل هنية في 31 يوليو بطهران،
دعت إيران إلى اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي لبحث تداعيات اغتيال زعيم حركة حماس الذي كان الطرف السياسي المفاوض ، سعيا لحشد إدانة واسعة ضد دولة الاحتلال. المملكة العربية السعودية، التي تقود العالم الإسلامي ، انضمت إلى الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بإدانة الاغتيال، معتبرةً إياه انتهاكًا صارخًا لسيادة إيران وللقانون الدولي، مما يهدد استقرار المنطقة.
اكدالمهندس وليد الخريجي، نائب وزير الخارجية السعودي، استشعار حكومة بلاده خطورة الأحداث المتصاعدة في الأراضي الفلسطينية بسبب اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي وممارساته غير الشرعية ضد الشعب الفلسطيني الشقيق داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها، متجاهلة بذلك المواثيق والقرارات الدولية.
أضاف أن اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة ” حماس ” ، خلال زيارته طهران الأسبوع الماضي، يعد انتهاكاً صارخاً لسيادة إيران وسلامتها الإقليمية وأمنها القومي وللقانون الدولي وميثاق ” الأمم المتحدة ” ، كما يشكل تهديداً للسلم والأمن الإقليميين.
إيران، التي تعرضت لإهانة غير مسبوقة بهجوم في قلب عاصمتها، تسعى لدعم دبلوماسي بدلاً من التسرع في رد عسكري، رغم تعهدها برد قوي.
الأولوية الإيرانية حالياً هي تجنب الانجرار إلى حرب مفتوحة مع إسرائيل، خاصةً في ظل مساعيها لتحسين علاقاتها مع الدول العربية والخروج من عزلتها الدولية.
منذ 31 يوليو، تحاول إيران الدفاع عن قانونية أي رد محتمل وفقًا للقانون الدولي، مع السعي لعزل إسرائيل دبلوماسيًا.
الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، أكد في مكالمة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ضرورة وقف مبيعات الأسلحة والدعم الغربي لإسرائيل لتجنب التصعيد.
في المقابل، دعا الرئيس الفرنسي ماكرون إلى ضبط النفس والابتعاد عن الانتقام.
إيران تعتمد في استراتيجيتها على الضغط الدولي، محاولةً استصدار إدانة لإسرائيل من قبل مجلس الأمن الدولي، كما فعلت في أبريل الماضي بعد هجوم على قنصليتها في دمشق. ورغم عدم نجاحها في استصدار إدانة واضحة، تواصل العمل على ذلك بالتعاون مع حلفائها مثل روسيا، التي أرسلت سكرتير مجلس أمنها سيرجي شويغو إلى طهران محملا برسالة من الرئيس بوتين تدعو لضبط النفس.
ورغم كل هذه الجهود، يتوقع بعض المراقبين أن الرد الإيراني قد يكون “لا مفر منه”.
وزير الخارجية الإيراني بالإنابة، علي باقري كني، أكد أن الرد سيأتي “في الوقت المناسب وبالشكل المناسب”.
بدوره، أكد حسن نصر الله، قائد حزب الله، أن رد حزبه على مقتل ذراعه الأيمن فؤاد شكر سيكون “قويًا وفعالًا”، رغم دعوته لضبط النفس وتجنب التسرع.
ورغم التوتر، قد تختار إيران وحزب الله ضبط النفس على المدى الطويل، حيث يعتقدان أن المواجهة قد تطول وتستدعي تصعيدًا محسوبًا للبقاء في المواجهة.
ومع ذلك، تستمر إيران في إبقاء نواياها غامضة، على عكس ما حدث في أبريل، حين أبلغت الأمريكيين والدول العربية بتفاصيل ردها مسبقًا.
في خضم هذه التوترات، تسعى واشنطن إلى منع تصعيد إقليمي، مع التأكيد على دفاعها عن إسرائيل.
وقد تم تعزيز التواجد العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط، إلا أن التحالف الدفاعي الذي تقوده الولايات المتحدة يواجه صعوبات، حيث تعلن بعض الدول العربية نيتها البقاء على الحياد، معبرة عن ترددها في المشاركة في أي تصعيد.
رغم عدم تعاطف بعض هذه الدول مع حماس، إلا أنها اعتبرت ان اغتيال إسماعيل هنية يعدّ استفزازًا إسرائيليًا يبحث عن اغراق المنطقة في حرب شاملة.