تونس 26°C

12 سبتمبر 2025

تونس 38°C

12 سبتمبر 2025

مي فاروق تشعل مسرح قرطاج بليلة كلثومية استثنائية .

قرطاج – عرب21 – أ . حذامي محجوب ( رئيس التحرير ) .

في أمسية بدت كأنها خارجة من زمن آخر، عاد مسرح قرطاج العريق ليجمع التاريخ بالحاضر، حين اعتلت الفنانة المصرية مي فاروق خشبته لتقدّم واحدة من أبهى حفلات الدورة الحالية من هذا المهرجان الدولي.
لم يكن الحفل مجرّد سهرة طربية، بل حدثاً فنيا كوكبيا ، أحيى ذاكرة الطرب الأصيل وأشعل الحنين في الالاف من القلوب .
اختارت مي فاروق أن تكرّم سيدة الغناء العربي أم كلثوم في الذكرى الخمسين لرحيلها، تنقّلت بصوتها بين روائعها الخالدة : سيرة الحب، دارت الأيام، حلم، وجددت حبك ليه ،وألف ليلة وليلة، وعلى بلد المحبوب والحب كله ، وفات الميعاد…
لم يكن الأداء استعادة ميكانيكية لأغنيات مألوفة، بل كان بعثا جديدا لروح كوكب الشرق التي جعلت من الغناء نهرا جاريا في وجدان العرب، يطهّر القلوب من صخب الواقع ويعيد للكلمات بريقها الأول.
لحظة صعود صوت مي بدت وكأنها تصل القاهرة بقرطاج، تعيد للعالم العربي لحنه المشترك و وحدته الوجدانية.
ازدادت التجربة عمقا بفضل الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو محمد الأسود، الذي منح التوزيعات لمسة وفاء للأصل مع فسحة إبداعية سمحت للصوت بالتحليق.
في تلك الليلة، لم يكن مسرح قرطاج مسرحا عاديا ، بل بدا كأنه يستعيد بريق الأمسيات التي خلدت الأسطورة.
على المستوى الدبلوماسي والثقافي، تحوّل الحفل إلى مناسبة عربية جامعة، بفضل التعاون بين التلفزة المصرية والتونسية لنقل السهرة مباشرة إلى الجمهور العربي، في إطار شراكة نسّقها السفير المصري في تونس باسم حسن، بدعم من الدكتورة نائلة فاروق رئيسة التلفزيون المصري، والكاتب أحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، وبمشاركة وزيرة الثقافة التونسية أمينة الصرارفي، والرئيس المدير العام للتلفزة التونسية شكري بن نصير، ورئيس القناة الوطنية الأولى عبد المجيد المرايحي .
هكذا، لم يكن الحفل مجرد تكريم لفنانة رحلت، بل رسالة ثقافية كبرى تؤكد أن أم كلثوم ليست ماضيا نتباكى عليه، بل حاضرا متجددا يواصل توحيد العرب كلما ارتفع صوتها في فضاء يتسع من المحيط إلى الخليج.
في ختام السهرة، وقف جمهور قرطاج يصفّق طويلا ، وكأن كل تصفيقة نجمة تضيء سماء المهرجان، تحية لمي فاروق التي أعادت الروح إلى إرث كوكب الشرق، قدّمته لكل قلب عربي عطشان للجمال والذاكرة الموسيقية و الفن الأصيل.

اقرأ أيضاً

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قبل أن تذهب

اشترك في نشرتنا الإخبارية وكن على اطلاع دائم بالأحداث العالمية