تونس 27°C

11 سبتمبر 2025

تونس 38°C

11 سبتمبر 2025

مركز الملك سلمان للإغاثة: رؤية سعودية لإحياء الإنسان وبناء المستقبل.

عواصم : عرب 21 – أ. حذامي محجوب ( رئيس التحرير ) .

في لحظة فارقة يعيشها الشعب السوري وسط تراكم الأزمات وتحديات ما بعد الحرب ، برز الدور السعودي مجددا عبر مبادرات مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي جسّد كافضل ما يكون التزام المملكة الدائم بدعم الإنسان حيثما كان.
لقد شهدت دمشق مؤخرا حدثا مهما تمثّل في زيارة الدكتور عبدالله الربيعة، المشرف العام على المركز، وإطلاق حزمة واسعة من البرامج والمشاريع الهادفة إلى تحسين حياة السوريين وإعادة إعمار ما دمّرته سنوات النزاع.

مشاريع شاملة تعيد الحياة.
لم تقتصر المبادرات السعودية على المساعدات العاجلة، بل امتدت إلى مجالات أساسية تمس الحياة اليومية للسكان . فقد أُعلن عن عشرات البرامج في قطاعات الصحة والتعليم والأمن الغذائي والمياه، إضافة إلى إعادة تأهيل البنية التحتية.
شملت الإنجازات توفير مئات الأجهزة الطبية لإنقاذ الأرواح، وتجهيز المستشفيات بما تحتاجه من معدات، وترميم المدارس في أكثر من محافظة، فضلا عن إعادة تشغيل المخابز وصيانة شبكات المياه والصرف الصحي. كما تضمّنت الخطة مبادرة واسعة لإزالة الأنقاض التي تعيق حركة الأهالي، بما يمنح المدن السورية فرصة لاستعادة ملامحها الطبيعية.

من الإغاثة إلى التنمية المستدامة .
ما يميز التحرك السعودي أنه لا يقف عند حدود الإغاثة الطارئة، بل يتجه نحو رؤية تنموية شاملة. فقد أسهمت الجهود الدبلوماسية للمملكة في رفع جزء من القيود الاقتصادية عن سوريا، مما أتاح نافذة جديدة للتنمية.
وجاء ” منتدى الاستثمار السعودي السوري ” كخطوة متقدمة، حيث وُقّعت عشرات الاتفاقيات التي تجاوزت قيمتها مليارات الريالات، فاتحة آفاقا رحبة للتعاون الاقتصادي، ومانحة السوريين أملا بمستقبل أكثر استقرارا.

إنسانية تتجاوز الحدود .
يحمل الدور السعودي بعدا إنسانيا عميقا. فقد شدد الدكتور عبدالله الربيعة خلال زيارته على أن سوريا حاضرة دائمًا في وجدان السعوديين، في رسالة تعبّر عن روح الأخوة قبل أي اعتبارات أخرى.
وفي المقابل، عبّر المسؤولون السوريون عن تقديرهم البالغ لهذه المبادرات التي تعزز قدرتهم على الصمود وتدعم جهود إعادة البناء.

رؤية راسخة ورسالة عطاء .
لم يعد مركز الملك سلمان للإغاثة مجرد مؤسسة لتقديم المساعدات، بل تحوّل إلى نموذج لعمل إنساني مؤسسي ومنظم يجسّد رؤية المملكة في جعل الإنسان محور التنمية.
فالنهج السعودي يقوم على الدمج بين الاستجابة العاجلة والمشاريع طويلة المدى، بما يعيد الثقة، ويزرع الأمل، ويمنح الشعوب المتضررة فرصة للنهوض من جديد.
وهكذا تؤكد المملكة مرة أخرى أن العمل الإنساني لديها ليس مبادرة عابرة، بل خيار إستراتيجي ثابت، يجعل من العطاء رسالة، ومن التنمية طريقا لترسيخ الاستقرار وبناء المستقبل.

اقرأ أيضاً

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قبل أن تذهب

اشترك في نشرتنا الإخبارية وكن على اطلاع دائم بالأحداث العالمية