عواصم : عرب 21 – أ. حذامي محجوب ( رئيس التحرير ) .
في ليلة امتزج فيها الوفاء بالعطاء، شهدت الرياض مساء يوم 8 سبتمبر تكريم الأستاذ محمد بن فهد الحارثي، رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون ورئيس المنتدى السعودي للإعلام، بجائزة “امتنان للشخصيات الملهمة” ضمن جائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز للتميز في العمل الاجتماعي. تكريم جاء ليؤكد أن العمل الإعلامي، حين يُبنى على رسالة صادقة، يتحول إلى مصدر إلهام ومجال للتأثير العميق في المجتمع.
الحفل الذي حضره عدد من أصحاب السمو والمعالي والقيادات الوطنية، حمل في تفاصيله رمزية خاصة. فالجائزة التي تحمل اسم الأميرة صيتة – رحمها الله – تكرّم اليوم شخصية إعلامية عُرفت بقدرتها على الجمع بين الفكر والإنجاز، وبين الكلمة الهادفة والعمل الميداني.
الحارثي، وهو يتسلم الجائزة، لم يخفِ مشاعره التي غلب عليها الامتنان، مشيرًا إلى أن الإلهام الذي يُستشهد به في مثل هذه اللحظات يجد جذوره في رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي بجرأته وإيمانه جعل من المستحيل واقعًا ملموسًا، ومن الحلم مشروعًا وطنيًا يعانق الطموح.
مسيرة الحارثي الطويلة في الإعلام تكشف عن شخصية لم تكتفِ بالظهور بل صنعت الأثر. فمن الجوائز العربية والدولية التي نالها، إلى المناصب القيادية التي تقلّدها، وصولًا إلى المشاريع التي أطلقها وأسهمت في ترسيخ مكانة الإعلام السعودي عربيًا ودوليًا، ظل اسمه مقرونًا بالتميز والتجديد. إن تكريم الحارثي ليس مجرد تتويج لمسيرة مهنية ناجحة، بل هو أيضًا رسالة بأن الإعلام حين يتجاوز حدود النشر والخبر، يصبح جسرًا نحو الإلهام وصوتًا يعبّر عن طموحات وطن بأكمله.
إن تكريم الأستاذ محمد بن فهد الحارثي ليس مجرد احتفاء بشخصية إعلامية، بل هو إشادة بروح الإعلام حين يصفو ويخلص، وبقوة الكلمة حين تصدح بالحق وتخدم الوطن. إنه رمز وطني جسّد معنى القدوة، ومثال حي على أن المنابر الإعلامية يمكن أن تتحوّل إلى فضاءات للقيم، ومنصات للإلهام، وجسورًا تربط حاضر الوطن بمستقبله المشرق. بهذا التتويج، نرفع له تحية إجلال واعتزاز، ونحتفي بمسيرة وطنية مشرّفة، وبقلم صادق أصبح صوتًا للأمل، وبحضور إنساني نبيل يليق بأن يُخلّد في ذاكرة الإعلام السعودي والعربي على حد سواء.
