تونس 27°C

12 سبتمبر 2025

تونس 38°C

12 سبتمبر 2025

ذكرى ثورة ملك و شعب :ملحمة تتجدّد في وجدان الاشقاء المغاربة .

بقلم – ابوبكر الصغير

في مثل هذا اليوم من كل عام ، يقف المغرب الشقيق وقفة إجلال ووفاء أمام واحدة من أعظم الملاحم الوطنية في كلّ تاريخه الحديث : ثورة الملك والشعب، تلك الشرارة التي اندلعت يوم 20 اوت 1953، لتغدو عنوانا خالدا على وحدة عرش و شعب مملكة ، ورمزا لعزة و لكرامة أمة رفضت الاستسلام والخنوع.
لم تكن ثورة مجرّد ردّ فعل على قرار الاستعمار نفي الملك الشرعي محمد الخامس رحمه الله، بل كانت انتفاضة وجدان جمعي ، التحم فيها صوت الشعب مع إرادة العرش، ليكتب التاريخ اروع قصة وفاء نادرة، صنعت صفحة جديدة في مسار التحرّر الوطني المغربي .
كان المغاربة، يومها، يدركون أن نفي الملك ليس مجرد إبعاد شخص، بل محاولة اغتيال لروح الوطن و هويته و وحداته .
جاءت انتفاضة الاشقاء المغاربة صرخة مدوّية بأن العرش والشعب جسد واحد، لا ينفصم عراه، وأن المغرب لا يمكن أن يكون إلا حرا، سيّدا، مرفوع الراية.
اليوم، و الشقيقة المغرب تحيي الذكرى الثانية والسبعين، ندرك أن هذه الثورة لم تنتهِ بانتهاء الاستعمار، بل تحوّلت إلى قيمٍ متجددة تسكن في قلب كل مغربي شقيق : التضحية، الوفاء، الصمود، والإيمان بأن قوة الوطن في وحدته حول ملكه .
إنها ذكرى ليست فقط للتأمل في الماضي، بل أيضًا لبناء المستقبل.
ذكرى تلهم الأجيال الصاعدة معنى الانتماء، وتغرس في النفوس الصادقة أن الوطنية ليست شعارات، بل فعل يومي في خدمة الوطن، ودفاع عن وحدته الترابية، ومساهمة في تقدمه ورقيه.
بالتالي فان ثورة الملك والشعب ، ليست حدثا عاديا عابرا في سجل التاريخ، بل هي نبض مستمر في شرايين الأمة المغربية، تعيد إلى الأذهان أن الأوطان تبنى بالتلاحم، وتصان بالتضحيات، وتكبر بالإيمان المشترك بين القائد وشعبه .

اقرأ أيضاً

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قبل أن تذهب

اشترك في نشرتنا الإخبارية وكن على اطلاع دائم بالأحداث العالمية