عواصم – عرب 21 :
في مقال نُشر اليوم، 1 أغسطس 2025، بصحيفة ” لوموند ” الفرنسية، وجّه رئيس الوزراء ووزير الخارجية الفرنسي الأسبق، دومينيك دو فيلبان، انتقادا لاذعا للمجازر التي تُرتكب في قطاع غزة، واصفا ما يحدث بأنه ” جريمة إبادة جماعية ” تُرتكب على مرأى من العالم، وسط صمت رسمي يكاد يبلغ حدّ التواطؤ الأخلاقي.
دو فيلبان، المعروف بمواقفه الصلبة ضد العدوان، شدد على أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني يتجاوز إطار الصراع العسكري، ليأخذ شكل مشروع منهجي يهدف إلى محـو الوجود الفلسطيني بالكامل.
أكد أن غزة تشهد كل أشكال الموت : القصف، الجوع، العطش، غياب الدواء، والإذلال اليومي، وكلها تُمارس بنية معلنة من الحكومة الإسرائيلية، وبدعم أميركي، وصمت أوروبي مثير للريبة.
وفي استحضار مؤلم، شبّه دو فيلبان ما يحدث اليوم في غزة بمجزرة سريبرينيتسا في البوسنة عام 1995، ليؤكد أن الإبادة ليست لحظة خارجة عن التاريخ، بل ثمرة طبيعية للصمت، التغاضي، وغياب الإرادة السياسية. من هنا، شدد على أن الصمت لم يعد موقفا محايدا، بل أصبح تواطؤا واضحا، وأن تسمية الأمور بأسمائها هو أول أشكال المقاومة الأخلاقية.
ودعا دو فيلبان إلى تحرك دولي عاجل يشمل :
• تعليق اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل،
• دعم ملاحقة المسؤولين الإسرائيليين أمام المحكمة الجنائية الدولية،
• ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة،
• فتح المجال أمام الصحفيين لكشف الحقيقة،
• وتسريع الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة قادرة على حماية شعبها والعيش بسلام إلى جانب إسرائيل.
مقال دو فيلبان ليس مجرد تحليل سياسي، بل صرخة ضمير تذكّر بأننا نعيش لحظة اختبار أخلاقي وإنساني، وأن التاريخ لن يرحم المتقاعسين. يقول : ” لن يستطيع أحد غدا أن يقول إنه لم يكن يعلم ” ، في إشارة إلى أن المسؤولية جماعية، وتشمل الأفراد، الشعوب، والحكومات.
في زمن تضيع فيه الحقيقة بين الضجيج والمزايدات، يُعيد دو فيلبان تعريف السياسة بوصفها فنّ حماية الحياة، لا تبرير الموت.
