طوكيو – عواصم – عرب 21 :
لم يكن أحد يتوقع أن يتحوّل مشروع تبادل ثقافي بين اليابان وأربع دول إفريقية إلى مادة لتأجيج الجدل حول الهجرة داخل الأرخبيل .
فما أعلنته الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (JICA) في 22 أغسطس، على هامش مؤتمر طوكيو للتنمية الإفريقية، سرعان ما خرج عن سياقه الأصلي وأثار موجة من الانتقادات والمخاوف.
تقوم المبادرة على ربط أربع مدن يابانية – سانجو، كيسارازو، إيماباري وناجاي – بأربع دول إفريقية هي غانا، نيجيريا، موزمبيق وتنزانيا. وكان الهدف المعلن يتمثل في تعزيز التبادل الثقافي والتربوي بين الشباب، من خلال برامج تعليمية وأنشطة رياضية على غرار البيسبول والسوفتبول. غير أن هذا المشروع فُسّر على نطاق واسع باعتباره بوابة لفتح المجال أمام استقرار مهاجرين أفارقة في اليابان، وهو ما استغلّه التيار اليميني المتطرف للتحذير من ” موجة هجرة جارفة ” تهدد المجتمع الياباني .
ساهمت بعض التصريحات السياسية في تأجيج المخاوف، على غرار ما قاله يوسوكه كاواي، زعيم حزب ياماتو اليميني المتطرف : ” الوضع الأمني في إفريقيا سيء… اليابان انتهت فعلا ” .
أما سوهي كامييا من حزب سانسيتو فأكد أنه سيعارض ” أي استقبال للمهاجرين دون تردد ” . في المقابل، لعب الإعلام الإفريقي دورا في تضخيم سوء الفهم، حيث تحدثت صحف نيجيرية عن ” تأشيرات خاصة للشباب الموهوبين ” ، فيما عنونت صحيفة تنزانية : ” اليابان تهدي مدينة ناجاي إلى تنزانيا ” .
أمام هذا الجدل، تحركت السلطات اليابانية سريعا . فقد أوضح عمدة كيسارازو أن المشروع لا يتجاوز كونه برامج ثقافية وتعليمية، بينما طلبت وزارة الخارجية من نيجيريا تصحيح معلوماتها بشأن التأشيرات، وأصدرت الوكالة اليابانية بيانا رسميا لتبديد الالتباس.
ومع ذلك، لم تنجح هذه التوضيحات في تهدئة الجدل بشكل كامل، بل كشفت عن إشكالية أعمق : فاليابان التي تعاني من أزمة ديمغرافية خانقة وتراجع حاد في القوى العاملة، ما زالت متمسكة برفض أي انفتاح واسع على الهجرة، حتى عندما يأتي في إطار مشاريع تبادل ثقافي أو تعليمي.
