تونس – عرب 21 :
في وقت ما تزال فيه عديد الدول والمؤسسات العمومية والخاصة تخوض مغامرة المشاريع الكهروضوئية الضخمة (Photovoltaïque) بحجم ميغاوات وما فوق، كان رجل الأعمال التونسي الحبيب السبري قد استشرف منذ سنوات طويلة مآلات هذه التقنية، ووقف بجرأة ليحذر من قصورها وعجزها عن الإيفاء بالاحتياجات الحقيقية للطاقة، خصوصا و تحديدا في بيئتنا الصحراوية الجافة والمغبرة والحارة.
فبينما انشغل كثيرون بمشاريع الألواح الشمسية التي تلتهم القروض والمساعدات، نبّه الحبيب السبري بوضوح إلى أن هذه التكنولوجيا، رغم بريقها الإعلامي، تبقى محدودة المردود وغير قادرة على الصمود أمام تحديات المناخ الوطني المحلي.
وقد أثبت الواقع صحة ما اتجه إليه و ما طرحه ، حيث واجه المستثمرون المحليون والأجانب ضعفا كبيرا في الإنتاجية، مما دفع سلطة الإشراف عوض مراجعة الاختيارات ، إلى تمديد عقود اللزمات إلى 30 سنة، أي ما يعادل 150% من العمر الافتراضي للمحطات، وهو ما يضاعف من الأعباء المالية على الخزينة العامة للدولة ، وبالتالي على المواطن التونسي.
الحبيب السبري، بعين الخبير ورؤية المبتكر، لم يكتف بالنقد، بل طرح البدائل العملية القائمة على تكنولوجيات حديثة أثبتت فعاليتها في العالم شرقا و غربا ، بعيدا عن النماذج الكلاسيكية التي تجاوزها الزمن.
رؤية الحبيب السبري لم تقتصر على قطاع الطاقة، بل شملت الفلاحة، والنقل، والصناعة، في منظومة حياتية متكاملة تربط بين الإنتاج المستدام والابتكار التكنولوجي.
اليوم، ونحن نرى إخفاقات المشاريع التي تمسّك بها البعض لأسباب مصلحية و تجارية أو تقليدية، تتأكد مكانة رجل الاعمال التونسي الحبيب السبري كرجل سبق عصره، وامتلك الجرأة على اعلام موقفه و مواجهة التيار السائد ، مقدما حلولا واقعية لتونس تبحث عن أمنها الطاقي الحقيقي وغذائها وتنميتها الصناعية.
