بقلم – ابوبكر الصغير .
تستحق دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة ، ورئيسها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، كل التقدير والإشادة على موقفها التاريخي الثابت والشجاع من قضية ضم الضفة الغربية.
إنه موقف يمكن وصفه بحق بأنه فعل دولة عظمى ، أثبت أن السياسة ليست مجرد كلمات وشعارات، بل قدرة على صناعة القرار والتأثير في مجرى الأحداث.
لمن يتساءل : لماذا يُعدّ الموقف الإماراتي عملا سياسيا عظيما ؟.
الجواب واضح : لأن الإمارات نجحت، عبر موقفها و تحركها الدبلوماسي الحازم ، في دفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى ممارسة ضغط مباشر على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ما أدى إلى سحب مشروع ضم الضفة الغربية من التداول السياسي و الغائه نهائيا كفكرة .
هذا الإنجاز لم يكن خطوة عابرة، بل حدثا مفصليا مهما يؤكد أن العرب حين يمتلكون الإرادة والحنكة قادرون فعلا على التأثير حتى في قرارات البيت الأبيض، مركز القرار الدولي.
رغم ضخامة هذا النجاح الإماراتي، من المؤسف إننا لا نجد صداه بالقدر الكافي في الإعلام العربي، وكأننا اعتدنا أن نغفل عن اللحظات التي تُعيد للعرب ثقتهم بأنفسهم.
فالتحرك الإماراتي لم يكن مجرد دفاع عن قضية فلسطين فحسب، بل كان أيضا دفاعا عن مكانة العرب في العالم، وتأكيدا على أنهم ليسوا كتلة هامشية على هامش الأحداث، بل طرفا فاعلا في صياغة مستقبل المنطقة.
لقد أعادت الإمارات، بهذا الموقف التاريخي، الاعتبار لفكرة أن القوة الناعمة العربية قادرة على التأثير، وعلى صناعة التوازنات الكبرى، متى ما توفرت الإرادة السياسية والقيادة الرشيدة. إنه درسٌ بليغ، ليس للإمارات وحدها، بل لكل العرب : أن الإرادة يمكنها أن توقف مشاريع الاحتلال، وأن صوت العدل، حين يُرفع بقوة، يجد طريقه إلى مسامع أقوى قادة العالم .
